an

الأربعاء، 25 سبتمبر 2024

تأثير الحضارة المصرية القديمة على تطور الكتابة

 

تأثير الحضارة المصرية القديمة على تطور الكتابة

مقدمة:

لعبت الحضارة المصرية القديمة دورًا كبيرًا في تطور الكتابة، وهي تُعد واحدة من الحضارات الرائدة التي ساهمت في تطور هذا المجال الحيوي. الكتابة لم تكن مجرد وسيلة للتواصل، بل كانت أداة أساسية لتوثيق الحياة اليومية، والمعتقدات الدينية، والشؤون الإدارية. تأثير المصريين القدماء على تطوير الكتابة يُعتبر من أكثر الإسهامات التي تركت أثرًا دائمًا في تاريخ البشرية. في هذا المقال، سنتحدث بالتفصيل عن تأثير الحضارة المصرية القديمة على تطور الكتابة وكيف أن نظام الكتابة المصري، وخاصة الكتابة الهيروغليفية، كان مفتاحًا لفهم الثقافة والتاريخ المصري.

تطور الكتابة في مصر القديمة:

بدأت الكتابة في مصر القديمة في حوالي 3200 قبل الميلاد، بالتزامن مع تطور الحضارات الأخرى مثل بلاد ما بين النهرين. إلا أن المصريين طوروا نظامًا فريدًا للكتابة يُعرف باسم الكتابة الهيروغليفية، والذي استُخدم في النقوش على الجدران، والمعابد، والآثار. يُعتبر نظام الكتابة الهيروغليفي من أكثر أنظمة الكتابة تعقيدًا وتنوعًا في التاريخ القديم.

الكتابة الهيروغليفية:

الكتابة الهيروغليفية هي الأقدم والأكثر شهرة في نظام الكتابة المصري. استُخدمت الحروف التصويرية أو الرموز التي تمثل أشياء ملموسة مثل الطيور والحيوانات والأدوات، لكنها لم تكن مجرد رسوم تصويرية، بل كانت تمثل أيضًا أصواتًا أو مفاهيم معينة. كان هذا النظام مزيجًا من الحروف الأبجدية والرموز المعنوية، مما جعله واحدًا من أكثر الأنظمة تطورًا ودقة في ذلك الوقت.

الهيروغليفية لم تكن فقط للأغراض الدينية أو النقش على جدران المعابد، بل كانت أيضًا تُستخدم في النصوص الرسمية والملكية، ما يعكس أهمية الكتابة في إدارة الدولة المصرية القديمة وتوثيق الأحداث التاريخية.

تأثير الحضارة المصرية القديمة على نظم الكتابة الأخرى:

تأثير المصريين القدماء في تطوير نظم الكتابة لم يقتصر على مصر فقط، بل انتشر إلى مناطق أخرى مع تقدم التجارة والتواصل الثقافي. يُعتقد أن المصريين ساهموا في إلهام تطور الكتابة الأبجدية في منطقة الشرق الأدنى القديمة. من خلال تعاملهم مع حضارات مثل الفينيقيين والكنعانيين، أثرت الكتابة المصرية على تطور الكتابة الأبجدية التي تعتبر الأساس لمعظم الكتابات الحديثة.

استخدام الكتابة في الإدارة والحكم:

لعبت الكتابة دورًا محوريًا في إدارة شؤون الدولة المصرية القديمة. كانت النصوص الإدارية والمالية توثق الإيرادات والمصروفات، وتُسجل التبادلات التجارية، وتوثق العقود القانونية. كان للكتبة مكانة مهمة في المجتمع المصري، حيث كانوا يديرون الوثائق الرسمية ويساهمون في إدارة الدولة.

الكتبة المصريون كانوا يتعلمون الكتابة في مدارس خاصة تُعرف بـ"بيت الحياة"، وكانوا من بين الطبقات العليا في المجتمع نظرًا لأهمية دورهم. بفضل الكتبة، تمكنت الدولة المصرية من بناء نظام إداري متطور ومستقر على مدى آلاف السنين.

الكتابة والدين:

لم تكن الكتابة الهيروغليفية مجرد وسيلة للتواصل أو الإدارة، بل كانت جزءًا أساسيًا من الحياة الدينية. كانت النصوص الدينية تُنقش على جدران المقابر والمعابد، وتحتوي على الصلوات، والأدعية، والتعويذات التي كان المصريون يعتقدون أنها ستحميهم في الحياة الآخرة.

كتاب الموتى هو مثال مشهور على استخدام الكتابة في السياق الديني. كان هذا الكتاب مجموعة من النصوص السحرية والأدعية التي تساعد المتوفى في رحلته إلى العالم الآخر. هذه النصوص الدينية لعبت دورًا محوريًا في الحفاظ على المعتقدات الدينية المصرية عبر الأجيال.

الأدب المصري القديم:

من بين تأثيرات الكتابة المصرية القديمة الأخرى هو بروز الأدب المصري الذي يُعتبر جزءًا من التراث الثقافي للعالم. كانت النصوص الأدبية المصرية تتنوع بين الأساطير، والحكم، والأمثال، والشعر. كما أن القصص والأساطير، مثل قصة "سنوحي" و"الإخوة"، عكست جوانب من الحياة السياسية والاجتماعية والفكرية للمصريين.

الأدب المصري ساهم في نشر الحكمة والمعرفة بين الأجيال، وكانت النصوص الأدبية تُستخدم أيضًا في تعليم الشباب المبادئ والقيم الأخلاقية.

الكتابة الديموطيقية والهيراطيقية:

إلى جانب الكتابة الهيروغليفية، طورت مصر القديمة أنظمة كتابة أخرى لتلبية احتياجات المجتمع المتزايدة. تطورت الكتابة الهيراطيقية، وهي نسخة مبسطة من الهيروغليفية، لتكون أكثر ملاءمة للكتابة اليومية والإدارية. استخدمت الهيراطيقية في الوثائق الحكومية، العقود القانونية، والرسائل الشخصية، وكانت تُكتب على البردي بدلاً من النقوش الحجرية.

في وقت لاحق، ظهر نظام كتابة آخر يُعرف بـالديموطيقية، وهو شكل أكثر تطورًا ومبسطة من الهيراطيقية. استُخدمت الديموطيقية في مصر في الفترة المتأخرة من الحضارة المصرية، خاصة في المعاملات التجارية والقانونية.

التأثير طويل الأمد:

رغم أن الكتابة الهيروغليفية المصرية اختفت في نهاية المطاف بعد الغزو الروماني لمصر، إلا أن تأثيرها استمر في العالم القديم والحديث. اكتشاف حجر رشيد في عام 1799، والذي كان يحتوي على نصوص مكتوبة بالهيروغليفية واليونانية والديموطيقية، فتح الباب أمام العلماء لفهم الكتابة المصرية القديمة. بفضل هذا الحجر، تمكن عالم اللغات جان-فرانسوا شامبليون من فك رموز الكتابة الهيروغليفية في أوائل القرن التاسع عشر، مما أعاد إحياء دراسة الحضارة المصرية القديمة وتاريخها.

الخاتمة:

بفضل نظام الكتابة الهيروغليفي المتطور، ساهمت الحضارة المصرية القديمة في تشكيل مستقبل الكتابة وتطورها. استخدم المصريون الكتابة في كل جانب من جوانب حياتهم، بدءًا من الإدارة والاقتصاد، وصولاً إلى الدين والفن والأدب. كان تأثير الكتابة المصرية ملموسًا في تطوير أنظمة الكتابة الأخرى، وساهمت في تشكيل التاريخ الثقافي للبشرية. تظل إنجازات المصريين القدماء في مجال الكتابة واحدة من أعظم إسهاماتهم التي أثرت في مسار الحضارة الإنسانية

متى تأسست الحضارة السومرية وأين؟

 تأسست الحضارة السومرية حوالي 4500 قبل الميلاد في منطقة بلاد ما بين النهرين، وهي المنطقة التي تقع اليوم في جنوب العراق. كانت هذه الحضارة من أوائل الحضارات التي طورت الكتابة (الكتابة المسمارية)، وأنشأت المدن المتقدمة مثل أور وأوروك، وهي تعتبر إحدى أقدم الحضارات في التاريخ الإنساني.

***************** 

مقدمة:

تُعد الحضارة السومرية واحدة من أقدم الحضارات التي نشأت في تاريخ البشرية، وتحديدًا في منطقة بلاد ما بين النهرين (جنوب العراق حاليًا). تأسست الحضارة السومرية حوالي 4500 قبل الميلاد، وكانت مركزًا للابتكارات الثقافية والتكنولوجية التي أسهمت في تشكيل مسار التطور البشري. تُعتبر السومريون الرواد في العديد من المجالات مثل الكتابة، الزراعة، والعمارة، مما يجعل حضارتهم ذات أهمية كبيرة لفهم بدايات الحضارة الإنسانية. في هذا المقال، سنستعرض بالتفصيل تاريخ الحضارة السومرية، إنجازاتها، وأثرها على الحضارات اللاحقة.

نشأة الحضارة السومرية:

نشأت الحضارة السومرية في منطقة جنوب بلاد ما بين النهرين بين نهري دجلة والفرات، وهي منطقة تعرف اليوم بالعراق. كانت المنطقة غنية بالموارد الطبيعية والمياه، مما جعلها مناسبة للزراعة وتأسيس المستوطنات البشرية. تعتبر المدن السومرية مثل أور وأوروك من بين أقدم المدن التي أُنشئت في تاريخ البشرية، حيث يعود تاريخ بعضها إلى الألفية الرابعة قبل الميلاد.

اعتمد السومريون بشكل رئيسي على الزراعة كمصدر للعيش، حيث كانوا يزرعون الحبوب مثل الشعير والقمح، ويستخدمون تقنيات الري المتقدمة للتحكم في تدفق مياه نهري دجلة والفرات. بفضل الزراعة المنظمة، تمكنت المدن السومرية من النمو والتطور، وظهرت فيها أنظمة حكم معقدة وديناميات اجتماعية متطورة.

الكتابة السومرية: أول نظام كتابي في العالم

أحد أهم الإنجازات التي قدمتها الحضارة السومرية هو اختراع الكتابة المسمارية. يُعتقد أن السومريين اخترعوا الكتابة حوالي 3200 قبل الميلاد، وقد استخدموا نظامًا يعتمد على الرموز المنقوشة على ألواح طينية. كانت الكتابة المسمارية تُستخدم في البداية لتسجيل الأنشطة الاقتصادية مثل التجارة وتسجيل المحاصيل الزراعية، لكنها تطورت فيما بعد لتشمل الكتابات الأدبية والقانونية والدينية.

تُعتبر الكتابة المسمارية ثورة في تطور الحضارة الإنسانية، حيث سمحت بتسجيل الأحداث وتوثيق المعاملات وتطوير الأنظمة القانونية. كما قدمت لنا نظرة عميقة على حياة السومريين من خلال النصوص التي تركوها خلفهم.

النظام السياسي في الحضارة السومرية

كانت الحضارة السومرية مقسمة إلى عدة مدن-دول، كل منها كانت تتمتع بحكم ذاتي تحت قيادة ملك محلي. من أشهر المدن السومرية أوروك، أور، ولاغش. كانت كل مدينة سومرية محاطة بأسوار دفاعية وتضم معابد وقصورًا للملك. يُعتبر الملك السومري ليس فقط زعيمًا سياسيًا، بل أيضًا قائدًا دينيًا يمثل الإله على الأرض، وكان السومريون يؤمنون بأن الملوك يتمتعون بحماية الآلهة.

الديانة في الحضارة السومرية

كانت الديانة تلعب دورًا مركزيًا في حياة السومريين. كانوا يؤمنون بوجود عدد كبير من الآلهة، لكل منها دور معين في الحياة اليومية والطبيعة. كانت المعابد تُبنى تكريمًا لهذه الآلهة، وكان من أشهر المعابد الزقورات، وهي معابد هرمية الشكل تم بناؤها في وسط المدن السومرية.

من بين الآلهة السومرية الشهيرة، إنانا إلهة الحب والحرب، وإنليل إله الرياح والهواء. كان لكل مدينة سومرية إله رئيسي يُعبد فيها، وكان الكهنة يلعبون دورًا هامًا في الحياة الدينية والسياسية. قدم السومريون القرابين والطقوس الدينية في المعابد كجزء من عبادتهم للآلهة.

الابتكارات العلمية والتكنولوجية:

قدم السومريون إسهامات كبيرة في مجالات العلم والتكنولوجيا، مما جعل حضارتهم نموذجًا للحضارات التي جاءت بعدها. من أبرز هذه الابتكارات:

  1. العجلة: يعتبر السومريون أول من اخترع العجلة، والتي كانت تستخدم في النقل والزراعة.
  2. الري والزراعة: طورت الحضارة السومرية تقنيات متقدمة للري ساعدتهم في استغلال مياه نهري دجلة والفرات للزراعة.
  3. الرياضيات: استخدم السومريون نظامًا رياضيًا يعتمد على العدد 60، والذي لا يزال أثره موجودًا حتى اليوم في تقسيم الوقت (60 دقيقة في الساعة، و60 ثانية في الدقيقة).
  4. التقويم: طور السومريون تقويمًا يعتمد على دورات القمر لتحديد الأشهر، مما ساعدهم في تنظيم حياتهم الزراعية والاحتفالات الدينية.

الأدب السومري:

تمتاز الحضارة السومرية بأدبها الغني، والذي يشمل النصوص الدينية والأساطير والقصائد. من أشهر الأعمال الأدبية السومرية ملحمة جلجامش، التي تعتبر واحدة من أقدم القصص الملحمية في تاريخ البشرية. تحكي الملحمة عن مغامرات الملك جلجامش، وتركز على موضوعات مثل الخلود والصداقة والمعنى الحقيقي للحياة.

القانون والعدالة:

كان السومريون أول من طوّر نظم قانونية مكتوبة لتنظيم حياة المجتمع. تم توثيق القوانين السومرية على ألواح طينية، وكانت تهدف إلى تنظيم العلاقات بين الأفراد في المجتمع، وفرض عقوبات على الجرائم. هذه القوانين كانت تشبه في جوهرها الأنظمة القانونية الحديثة، حيث تشمل جرائم مثل السرقة والقتل، وتحدد العقوبات المناسبة لها.

الانحدار وسقوط الحضارة السومرية:

رغم ازدهار الحضارة السومرية لمئات السنين، بدأت في التدهور حوالي 2000 قبل الميلاد. يعود هذا التدهور إلى مجموعة من العوامل، من بينها الصراعات الداخلية بين المدن-الدول السومرية، والتدخلات الخارجية من الشعوب المجاورة مثل الأكاديين، الذين تمكنوا في النهاية من السيطرة على المنطقة.

مع سقوط الحضارة السومرية، لم تختفِ إنجازاتها بشكل كامل، بل استمرت تأثيراتها في الحضارات التي نشأت بعدها مثل الحضارة البابلية. استمر استخدام الكتابة المسمارية والابتكارات السومرية لفترة طويلة بعد زوال حكمهم.

إرث الحضارة السومرية:

تعد الحضارة السومرية حجر الزاوية في تاريخ البشرية، حيث تركت إرثًا ثقافيًا وعلميًا كبيرًا. إسهاماتهم في مجالات الكتابة، القانون، الزراعة، والعلوم لا تزال تؤثر في حضارتنا اليوم. كما أن تأثيرهم على الحضارات اللاحقة مثل البابلية والأشورية يؤكد على مكانة السومريين كمؤسسين للحضارة في منطقة الشرق الأوسط.

الخاتمة:

كانت الحضارة السومرية من أولى الحضارات المتقدمة في تاريخ البشرية، وقدمت العديد من الإنجازات التي لا تزال تلهم المؤرخين وعلماء الآثار حتى يومنا هذا. بفضل ابتكاراتهم في الكتابة والقانون والعلوم، استحقت الحضارة السومرية مكانتها كواحدة من أعظم الحضارات في تاريخ الإنسانية.

ما هي أقدم الحضارات في العالم؟

 

ما هي أقدم الحضارات في العالم؟

مقدمة:

تُعد الحضارات القديمة الأساس الذي قامت عليه المجتمعات البشرية الحديثة، فقد شهدت تلك الحضارات بزوغ أولى المدن، الأنظمة السياسية، والفنون والعلوم. إن استكشاف أقدم الحضارات في العالم يوفر لنا نظرة عميقة على تطور الإنسانية وكيفية بناء المجتمعات المتقدمة. في هذه المقالة، سنستعرض أقدم الحضارات في تاريخ البشرية، ومساهماتها التي تركت أثرًا على تطور العالم كما نعرفه اليوم.

1. حضارة بلاد ما بين النهرين (Mesopotamia)

الموقع الجغرافي:

تقع حضارة بلاد ما بين النهرين في المنطقة التي تعرف اليوم بالعراق وأجزاء من سوريا وتركيا. كانت هذه الحضارة قائمة بين نهري دجلة والفرات، ما جعل هذه المنطقة غنية بالموارد المائية والزراعية.

النشأة والتطور:

يُعتقد أن حضارة بلاد ما بين النهرين بدأت في الازدهار حوالي 3500 قبل الميلاد، وتعتبر واحدة من أقدم الحضارات البشرية. كانت المدن الأولى مثل أور وأوروك مركزًا للحياة السياسية والدينية والاقتصادية. تُعتبر هذه الحضارة مهدًا للعديد من الاختراعات مثل الكتابة (الخط المسماري)، والعجلة، وتقنيات الري المتقدمة.

الإنجازات:

قدمت بلاد ما بين النهرين العديد من الإنجازات التي أثرت في مسار التطور البشري. من أبرزها:

  • الكتابة المسمارية: تعتبر أقدم أنظمة الكتابة في العالم.
  • القانون: تشتهر هذه الحضارة بـ "شريعة حمورابي"، التي تُعد واحدة من أقدم القوانين المكتوبة.
  • العلوم: قدمت حضارة بلاد ما بين النهرين إسهامات مهمة في الفلك والرياضيات.

2. الحضارة المصرية القديمة

الموقع الجغرافي:

نشأت الحضارة المصرية القديمة على ضفاف نهر النيل، والذي كان يعتبر شريان الحياة للمصريين القدماء. تمتد الحضارة المصرية من شمال أفريقيا إلى حدود النوبة في جنوب البلاد.

النشأة والتطور:

بدأت الحضارة المصرية في الازدهار حوالي 3100 قبل الميلاد، عندما توحدت مصر العليا والسفلى تحت حكم الملك مينا. استمرت الحضارة المصرية لما يقرب من ثلاثة آلاف عام، وشهدت مراحل تطور كبيرة مع بناء الأهرامات وتأسيس نظام حكم مركزي قوي.

الإنجازات:

  • الأهرامات والمعابد: لا تزال أهرامات الجيزة ومعابد الكرنك وأبو سمبل من أعظم المعجزات المعمارية التي تشهد على إبداع المصريين القدماء.
  • الكتابة الهيروغليفية: طورت مصر القديمة نظامًا متقدمًا للكتابة كان يستخدم الرموز التصويرية.
  • الطب: قدم المصريون القدماء إسهامات كبيرة في مجال الطب، وتركوا نصوصًا عن العمليات الجراحية والعلاجات الطبية.

3. حضارة وادي السند (Indus Valley Civilization)

الموقع الجغرافي:

تقع حضارة وادي السند في منطقة جنوب آسيا، وتشمل أجزاء من باكستان والهند الحديثة. ازدهرت هذه الحضارة على طول نهر السند الذي كان مصدرًا رئيسيًا للمياه والزراعة.

النشأة والتطور:

بدأت حضارة وادي السند حوالي 2500 قبل الميلاد واستمرت حتى حوالي 1500 قبل الميلاد. كانت مدنها مثل موهينجو-دارو وهارابا من أقدم وأكبر المدن المنظمة في العالم.

الإنجازات:

  • التخطيط الحضري: اشتهرت حضارة وادي السند بتخطيط المدن المتقدم، حيث كانت الطرقات مرصوفة ومنظمة بشكل شبكي.
  • أنظمة الصرف الصحي: يعتبر نظام الصرف الصحي المتقدم الذي تم اكتشافه في هذه الحضارة من أبرز إنجازاتها، حيث تم العثور على قنوات لتصريف المياه ومراحيض في المنازل.
  • الفنون والتجارة: كانت هذه الحضارة مركزًا رئيسيًا للتجارة، حيث كانت تتاجر مع حضارات بلاد ما بين النهرين والعديد من المناطق الأخرى.

4. الحضارة الصينية القديمة

الموقع الجغرافي:

تقع الحضارة الصينية القديمة في شرق آسيا، على ضفاف النهر الأصفر ونهر اليانغتسي، حيث ازدهرت هناك الزراعة وتربية المواشي.

النشأة والتطور:

بدأت الحضارة الصينية بالازدهار حوالي 2100 قبل الميلاد مع تأسيس أسرة شيا، التي يُعتقد أنها أول أسرة حاكمة في الصين. استمرت الحضارة الصينية في التطور تحت حكم العديد من الأسر الحاكمة مثل شانغ وتشو وأسرة هان.

الإنجازات:

  • الكتابة الصينية: يعود تاريخ الكتابة الصينية إلى العصور القديمة وتعد من أقدم أنظمة الكتابة في العالم.
  • الفنون والفلسفة: قدمت الصين القديمة إسهامات كبيرة في الفلسفة من خلال مفكرين مثل كونفوشيوس ولاوتسي.
  • الاختراعات: كانت الحضارة الصينية رائدة في العديد من الاختراعات مثل البوصلة والورق والطباعة والبارود.

5. الحضارة الأكادية

الموقع الجغرافي:

نشأت الحضارة الأكادية في شمال بلاد ما بين النهرين، وهي المنطقة التي تعرف اليوم بالعراق.

النشأة والتطور:

يعود تاريخ الحضارة الأكادية إلى حوالي 2334 قبل الميلاد، وتأسست على يد الملك سرجون الأكادي. وتعتبر الأكادية أول إمبراطورية متعددة الثقافات في التاريخ.

الإنجازات:

  • التوسع العسكري: تمكن سرجون الأكادي من توحيد مناطق واسعة من بلاد ما بين النهرين تحت حكم إمبراطوريته.
  • اللغة الأكادية: أصبحت الأكادية لغة رسمية للإمبراطورية وانتشرت على نطاق واسع في منطقة الشرق الأوسط.

6. الحضارة المينوية

الموقع الجغرافي:

نشأت الحضارة المينوية في جزيرة كريت، الواقعة في البحر الأبيض المتوسط جنوب اليونان.

النشأة والتطور:

بدأت الحضارة المينوية في الازدهار حوالي 2000 قبل الميلاد، وتعتبر واحدة من أقدم الحضارات الأوروبية. كانت الحضارة المينوية مشهورة بتجارتها البحرية واتصالاتها الثقافية مع الحضارات المجاورة مثل مصر وبلاد ما بين النهرين.

الإنجازات:

  • الفنون: قدم المينويون فنونًا متقدمة مثل اللوحات الجدارية التي تصور الحياة اليومية والدينية.
  • العمارة: تشتهر الحضارة المينوية بالقصور الكبيرة مثل قصر كنوسوس الذي يعد مركزًا حضاريًا هامًا.
  • الكتابة: طورت الحضارة المينوية نظامًا كتابيًا يُعرف بـ "الكتابة الخطية أ".

7. الحضارة الفارسية (الإمبراطورية الأخمينية)

الموقع الجغرافي:

نشأت الحضارة الفارسية في منطقة إيران الحالية، وامتدت إمبراطوريتها في ذروتها من مصر في الغرب إلى نهر السند في الشرق.

النشأة والتطور:

أسس كورش الكبير الإمبراطورية الفارسية حوالي 550 قبل الميلاد، لتصبح واحدة من أعظم الإمبراطوريات في التاريخ. استمرت الحضارة الفارسية في النمو والازدهار تحت حكم عدة سلالات حاكمة.

الإنجازات:

  • التسامح الديني والإداري: اشتهرت الإمبراطورية الفارسية بنظام حكمها العادل والمتسامح مع الثقافات والأديان المختلفة.
  • البنية التحتية: أنشأ الفرس شبكة واسعة من الطرق والأنظمة البريدية التي ساهمت في توحيد الإمبراطورية.
  • الزراعة والهندسة: استخدم الفرس تقنيات ري متقدمة لتطوير الزراعة في مناطق صحراوية.

الخاتمة:

تمثل الحضارات القديمة المذكورة أعلاه أقدم مراحل التطور البشري، وقدمت كل منها إسهامات لا تزال تؤثر في حياتنا اليوم. من الكتابة والعمارة إلى الفنون والفلسفة، تركت هذه الحضارات إرثًا لا يُمحى في تاريخ البشرية. تعتبر دراسة هذه الحضارات ليست مجرد استكشاف للماضي، بل هي فرصة لفهم كيفية تطور المجتمعات البشرية وكيف أن الإنجازات القديمة لا تزال تشكل جزءًا أساسيًا من العالم الحديث.